الأربعاء، 2 أبريل 2008

قديماً .. حين كنت صغيراً .. وقذراً !

قديماً .. حين كنت صغيراً .. وقذراً !
فلنتكلم بصراحه قليلاً .. أجل كنت صغيراً وقذراً ..
لا زلت أذكرها جيداً حين كنت فى أول اعوامى ولم اتعدى السابعه بعد .. رأيت أمى تصلى وبعد صلاتها رفعت يداها للسماء قائله بخشوع : يارب احمد ابنى يستحمى بئى !!
أذكر أيضاً والدى العزيز حين كان يقول لى بحب :
يابنى والنبى ارحمنا بئى وادخل استمحى .
فأقول بمن لا يتخلى عن مبدأه : على جثتى
فيقول بحسره : عيسوى .. متنامش جنبى يا إبن الكلب !
لا أذكر لما تولت طباعى بين يوم وأخر وأصبحت فجأه نظيفاً ..
قديماً قالوا انى اتمتع بذكاء حاد وأمنوا بذلك بشده .
أذكر جيداً انى كنت راسباً فى امتحان اللغه الانجليزيه حين كنت فى الصف الثانى الاعدادى !!
فقرروا أن اخذ فيه درساً خصوصياً .. ونجح الأمر ..
ولكنى لن أنسى أبداً ذاك اليوم عندما قال مدرس الانجليزى الوغد :
- قاعده ثابته .. مبتتغيرش .. زى 2×2 .. 2× 2 بكام ؟
فأجيب بعبقريه حاده حسدنى عليها الكثيرون :
- بخمسه طبعاً
- بكام ياحمد ؟
- بخمسه .. هو حضرتك بتبصلى كده ليه
وبدأ الجميع بالضحك .. وبعد بضع دقائق حين فهمت اكتشفت ( إن شكلى كان فانله ) خصوصاً وانا الولد الوحيد بين أربع أو خمس بنات
حينها إكتشفت انى لن اترك ذاك المدرس الوغد بحاله ! .. فلتذهب روح خالتى الى الجحيم إن لم افعل !
وقد جائتنى فرصتى .. ففى يوم قريب من الامتحانات ذهبت لأخذ الدرس ففوجئت بأنه لن يأتى :
- الحق ياحمد المستر مش جاى النهارده
- ليه ياغاده ؟
- مش عارفه والله .. اتصل بيه انت كلمه هو بيحبك وممكن ييجى
أفكر قليلاً لأقول : هاتى التليفون
- ألو .. ايوه يامستر .. هو الدرس إتاجل ليه ؟
- معلش ياحمد عندى ظروف
- طب كده احنا ممكن نسقط يامستر وامى هتدعى عليك
- تيت .. تيت .. تيت ..
إحداهم تقول :
- ايه اللى حصل ؟
- الظاهر دخل يلبس وجاى فى السكه .. هتصل بيه تانى اتأكد
- ألو .. مستر محمد موجود ؟
فيرد عل إبنه قائلاً :
- لا بابا مش هنا .
- مش هنا ازاى انا لسه مكلمه .. هاته يابنى بسرعه
- ماما .. ماما .. كلمى .
فتأخذ أمه السماعه لتقول : إحنا مش قلنا مش موجود ..
فأجيب وأنا أتقمص دور الملسوع :
- يامدام اديهونى بسرعه .. المديره عايزه ومبهدل الدنيا عليه ..
- طب ثوانى
فأجده يكلمنى قائلاً :
- أيوه يافندم .. تحت أمرك .. خير ؟
- فندم ايه بس يامستر .. انا احمد
حينها ظللت لبضعه دقائق استمع الى سباب لا استطيع ذكره .. وبعد أن افرغ ما عنده .. تيت .. تيت .. تيت
تنظر لى إحدى صديقاتى لتقول : كان بيقولك ايه ؟
فأجيب بحرج : كان بيقفل السكه فى وشى !
رحمه الله كان ذو فضل كبير على فقد كدت أن احصل على الدرجات النهائيه فى مادته فى الفصل الدراسى الثانى ...
أنهيت الاعداديه بسلام وكان من المفترض أن ادخل الثانويه العامة .. لأصبح دكتور أو ضابط كما أراد ابى وامى ..
ولكنى قلت بثقه : مش انتوا عايزينى اطلع مهندس ؟ سيبونى أدخل صنايع !!
بعد محاولات طويله دخلت احدى مدارس الصنائع ..
أذكر أنى لم أحضر فيها أى شىء من أصله ..
والدى الى الأن يقول لى : اموت وافهم انت كنت بتهرب ازاى .. دنا كنت بدخلك جوا المدرسه بنفسى !
فأجيب بعزم جنكيز خان : مدام عندك أمل .. يبئى لازم توصل .
تخرجت بسهوله من الثانويه لأقنع والداى بأنى حين كنت فى الثانويه أدركت أن معهد اللاسلكى أفضل بكثير من كليه الهندسه .. وأن معهد الصرف الصحى له مستقبل مهنى أفضل بكثير من الاثنان ..
بالطبع لأن مجموع درجاتى كان أقل ما يقال عنه ..( زفت )

الخلاصه أنى دخلت احدى المعاهد القذره للحاسب الألى.. وأيضاً تخرجت منه بسهوله ..
وحتى الأن لا أعرف .. لما لم أصبح طياراً كما أحببت !!
أو حتى ضفدع بشرى !!!!
أذكر انى سئلت أمى أمس فى جلسة صفا عن أغبى سؤال قد سألته له حين كنت صغيرا .
الى الان انا مصعوق من الاجابه فقد قالت لى بالحرف :
اسئلتك كلها كانت تشل .. بس السؤال اللى خرسنى وقتها لما كان عندك 4 سنين ونص وسئلتنى ( إيه .. حلم ؟ )
!!!