السبت، 13 يونيو 2009

فلنبدأ

بتاريخ 17/5/2009 
------------------------------------
اشعل سيجارة




فلنبدأ :
 
اليوم قررت .. لا يهم ان نفذت قراري أم لا ... المهم اني قررت .. كونك شخص يستطيع ان يقرر فهذا في حد ذاته شىء رائع .. لا يهم الضعف في التنفيذ .. 
المهم انك اصبحت (صاحب قرار ) ! 

ماذا قررت ؟ لقد نسيت ! 

ليس ذلك بشىء مؤسف بالتأكيد .. فكم من عظيم نسي ما قرره .. وهي حجة جيدة ايضاً لعدم تنفيذ القرار ! 

وبما اني الآن قد فرغت من قراري الأول .. 
فالأمر سهل ومسلي ..! 

فلأقرر مرة اخري .. 
تلك المرة قررت أن أطعن بعض الحزن .. 
مع تمزيق القليل من الذكريات ! 

أشعل سيجارة ،، أخذ نفساً عميقاً وأغمض عيناي لأتخيل .. 
أتخيلني وانا ارتدي بذلتي السوداء التي تجعلني فاتناً . أصفف شعري بعناية .. 
أخذ علبة سجائري ، القداحة ، وأمسك بهاتي لأجده يتصل بي .. الحزن ! 
تدور بيننا محادثة قصيرة : 
- ألو . 
- ايه ياسطي انت فين ، بقالي فترة مش شايفك ، واحشني ياجدع 
- خلاص اشطة انا فاضي النهاردة ، اشوفك يازميلي واخدك بالحضن كمان . 

انهي المكالمة .. لأفكر قليلاً .. 
هل أباغت الحزن بضحكة علي فجأة .. ؟
ام بعد أن يأتيني أوليه ظهري وأمضي ؟ 
أم أقتله ببضع طلقات نارية غادرة ؟ 
تري ما عقوبة من يقتل حزن ؟ 

ثم .. هناك بعض الاشياء التي تحمينا من الوحدة 
علي سبيل المثال : التفكير – الضيق – الملل – الحزن – السجائر – الحزن – وربما بعض الجنون ! 


سيجارتي لا تستطيع ان تتكلم .. 
لو كانت تستطيع لقالت : عمري فداك ! 
من الجيد انها لا تستطيع .. لا أدري ان استطاعت في يوم وقالتها .. 
هل سأقول لها انها لا تكفيني .. 
ربما هي تستطيع ، ولكن لا تريد ايذاء مشاعرها ! 
مسكينة هي السيجارة ... 


الشمس ايضاً تثير شفقتي .. 
فهي مجبرة علي مشاهدة كل تفاصيل اليوم المملة .. 
حقاً لو كنت مكانها لانتحرت بالتأكيد .. 
علي كل حال .. هي تغرب عنا في الليل .. 
لتتسكع مع باقي نجوم المجرات .. ! 


ليأتي بدلاً منها القمر .. 
ماذا ان سئمنا القمر ذات يوم وقرر ألا يأتي ؟! 
ماذا لو قرر أن يأخذ اجازة مرضية مثلاً ؟ 
ماذا لو أن مرتبه في درب التبانة لا يكفيه .. 
فقرر الهجرة الي مجرة اخري باحثاً عن فرصة افضل ؟! 
هل سنتهمه بالقسوة ؟ ام سنعذر له ضيق ذات اليد ! 

المرآة .. 
المرآة هي الكائن الوحد الذي يصارحك بالحقيقة كاملة دون خجل منك .. 
والحقيقة جميلة للمغفلين فقط .. أو ربما لسعداء الحظ .. 
يكفي ان تخلع ملابسك ذات يوم لتقف امام المرآة .. 
حينها ستدرك كم ان الحقيقة مؤلمة ! 

علي الرغم من ذلك دائماً ما نصبو اليها .. 

في احدي تجلياتي العظيمة قد لاحظت شيئاً هاماً .. 
حالياً هم شيئان .. 

أولاً .. أن خطي في الكتابة ربما يحتاج الي شامبليون شخصياً كي يفك شفرته .. وهذا ما لا يعنينا .. 

وثانياً .. المهم هو ثانياً ... علي الرغم من انه ليس أولاً ! 

الملابس .. ربما لم يخترع الانسان الملابس ليستر بها عورته .. 
ربما اخترعها فقط لكي يستطيع ان يتجرد منها بسهولة .. 
فالتجرد بحد ذاته صعب .. 

أحياناً .. احاول التجرد من عيوبي .. فلا أستطيع .. 
فأفكر في التجرد من مزاياي .. فلا أجدها .. 
وبعد بحث دقيق شامل اجدها .. ولا استطيع التجرد منها .. 
لذا فالتجرد من الملابس هو التجرد الوحيد السهل ..! 
والمتاح للجميع ! 

الكثير من الأسئلة تهزأ بعقلي الآن .. 
وكأنها تقول لي : انا افكر .. إذاً انا احمق ! 
او .. أنا لا أفكر .. إذاً انا غبي ! 

والسؤال الأول هنا هو : 
أنا افكر ام لا افكر ؟! 

خفت كثيراً فيما مضي من اسئلة الثانوية العامة .. 
لذا فقد دخلت احدي مدارس الصنائع .. 
ولكني ايقنت الأن .. ان المخيف حقاً هو اسئلة الحياة العامة .. 

ماذا لو حل السلام العالم بشكل كامل ؟ 
ماذا لو فرضت عقوبة الصخب هي النفي لكوكب اخر .. هل سنرتكبها عمداً ؟
ام سنبقي لنتشاجر مع وحدتنا ! 

ماذا لو منعت الاحلام ؟ 

أو ماذا ان حكم عليك بالضياع فقط لكونك انسان ؟ 

ماذا لو كانت الحياة حلم .. والارض سرير .. والاماني وسائد ؟ 

ماذا لو كنت انا مجرد حلم في نوم طفل احمق قرر عقله الباطن ان يهزأ بي ! 

ماذا لو كنت انا لا اكتب الآن .. 
هل ستصدقني ان قلت لك انك لا تقرأني الآن !